حـــيــاتــه فـــي ســـطـــور
من كتاب القمص بيشوي كامل رجل الله
للقمص لوقا سيداروس
أبونا بيشوي من بلدة سرس الليان – منوفية – لكنه وُلد في دمنهور سنة ١٩٣١.
حصل على بكالوريوس علوم من جامعة الإسكندرية سنة ١٩٥١ وعُيِّن مدرسًا بالمدارس الثانوية بالإسكندرية.
ثم حصل على دبلوم تربية وعلم نفس سنة ١٩٥٢ وكان ترتيبه الأول.
وفي سنة ١٩٥٤ حصل على ليسانس آداب، وفي نفس الوقت التحق بالإكليركية بالإسكندرية. وكان الأول على دفعته.
وكانت نقطة البداءة كما يرويها أبونا نفسه هي بفضل تشجيع الدكتور راغب عبد النور الذي التقطه في أحد الأيام وهو يصلي في كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك - تلك التي كان يتردد عليها كثيرًا لملاصقتها لكلية العلوم.
ولتواضع الدكتور راغب أظهر نفسه بمظهر المحتاج إلى من يساعدهم وبالتالي لبساطة أبونا ورقته ومحبته للخدمة استجاب بسرعة ولبى الطلب.
ومن هنا بدأ خدمته وكان حارًا ومثالاً حيًا. واستمر حتى اُختير أمينًا عامًا للخدمة بالإسكندرية سنة ١٩٥٦.
بدأ خدمته في مدارس الأحد بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك أثناء دراسته الجامعية حوالي ١٩٤۸. في سنة ١٩٥٧ عُيِّن معيدًا بمعهد التربية العالي بالإسكندرية.
أقامه الرب كاهنًا على مذبح كنيسة مارجرجس بسبورتنج ٢٢ هاتور الموافق ٢ ديسمبر ١٩٥٩.
وفي نوفمبر سنة ١٩٦٩ قبيل سفره إلى أمريكا رُقي إلى درجة االقمصية.
وبترتيب إلهي كان أول قداس أقامه في لوس أنجيلوس يوم وصوله موافقًا عيد الكاروز مارمرقس ٣٠ بابه أي ٩ نوفمبر سنة ١٩٦٩.
فهو أول كاهن خدم في الولايات المتحدة.
مثَّل الكنيسة القبطية في مؤتمرين في جنيف سنة ١٩٦٠، ١٩٦٥.
اختارته السماء بعد أن خدم جيله بأمانة لتضمه إلى صفوف الغالبين بعد رحلة قصيرة مملوءة بالأعمال الصالحة في ٢ برمهات سنة ١٩٦٥ ش الموافق ٢١ مارس سنة ١٩٧١م.
أعماله:
انشغل بانتشار ملكوت الله. فكان يسعى وراء كل نفس حتى يذوِّقها حنان حضن الآب السماوي.
هكذا أيضًا في كل مكان كان يحس فيه بتواجد عدد كبير من المسيحيين كان يبحث لهم عن قطعة أرض فضاء ليقيم عليها كنيسة لكي تستتب أمور خدمتهم. وابتدأ بإخوة الرب في حي الحضرة.
أُقيمت الكنيسة سنة ١٩٦٩. ثم استرسل في العمل المقدس فأسس الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية، والملاك ميخائيل بمصطفى باشا، والأنبا بطرس خاتم الشهداء بحي سيدي بشر، والسيدة العذراء والبابا كيرلس عمود الدين بكليوباترا. وجه اهتمامًا شديدًا لرعاية الشباب وخاصة المغتربين من الطلبة والطالبات.
اهتم بالخدمة والخدام وتلمذ جيلاً تخرج كثير منهم أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وآباء وأمهات.
كان المرضى أكثر الناس تمتعًا بحنانه. فكان يقضي اليالي واقفًا بجانبهم يشجعهم على حمل الصليب باشتياق وفرح.
كذلك مع إخوه الرب كان سخيًا إلى أقصى حد يحرص على مشاعرهم بشدة. وكانت عبارته المأثورة. "إن ضيقنا عليهم يضيق الرب الرزق وإن فتحنا يدينا يرسل لنا الرب احتياجنا وأكثر منه". وكان الرب يعطيه بلا كيل لأجلهم.
خدم في المهجر في لوس أنجيلوس المكان الذي أوفده غبطة البابا كيرلس السادس. واشترى كنيسة مارمرقس هناك لكنه في نفس الوقت لم يهمل المناطق والولايات المحتاجة بل خصص يوم السبت لخدمتها. وابتدأ بسان فرانسيسكو ثم دنفر في ولاية كلورادو ثم هيوستين، وبورت لاند وسياتل.
خدم أيضًا في نيو جيرسي بتكليف من غبطة البابا شنودة وساهم في شراء كنيسة مارجرجس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين هناك.
اهتم بالطفولة فكان أول من افتح دار حضانة في حضن الكنيسة في ١٩٧٢ حتى يرضعهم اللبن العديم الغش. منذ بدء خدمته الكهنوتية كانت تراوده فكرة القيام بمشروع بيت لحماية الطفولة التي تتعرض لظروف قاسية، واشتهى أن يرتقي به إلى أعلى المستويات الروحية والاجتماعية.
فحقق له الرب هذه الشهوة المقدسة وتم له ما أراد في ١ /١ /١٩٧٦ وتمتع أطفال بيت مارجرجس بسبورتنج بأبوته الحانية وبارك الرب هذا المشروع وسيبارك أيضًا.
روحياته:
تتلمذ على كتابه المقدس فتح الرب ذهنه واكتشف كنوزة وغاص في أغواره.
تميزت شخصيته بجاذبية شديدة مع هيبة كبيرة في وداعة عجيبة.
قال عنه غبطة البابا شنودة "إنه مدرسة" وبالحقيقة هو مدرسة في حبه للجميع حتى المعاندين والمسيئين – في حبه لإنجيله لدرجة النهم حتى في أشد حالات مرضه – في حبه لطقوس كنيسته وأسرارها وقديسيها. فكان يحلو له التأمل في أعماقها ويخرج لنا في نبذاته وعظاته جددًا وعتقاء من درر الكنيسة ترد نفوسنا وتزيد حبنا لكنيستنا وتربطنا بقديسينا.
مدرسة في حبه للصليب:
عشق الصليب والمصلوب وترجم مشاعره فيما كتبه من نبذات وكتيبات مثل "مع المسيح صلبت"، "تحت أقدام الصليب"، "الصليب قاعدة العمل الفردي"، "ديناميكية الصليب"، تحت جناحي الصليب".
أدرك معنى الخدمة فعمل عبدًا لشعبه يغسل أرجلهم ويخدمهم ولم يكل. بل وضع في قلبه ألا يعطي لعينيه نومًا ولا راحةً لجسده حتى يجد موضعًا للرب في كل قلب. فاشتهر لذلك بصيد النفوس.
لم يكن كاتبًا أو واعظًا وإنما إنجيلاً معاشًا.. ومعلمًا ومربيًا. كانت تتسم عظاته وكتاباته بطابع خاص هو طابع البساطة مع العمق. يفهمها الصغير والكبير فتحرك كل قلب لحياة التوبة وتبعث فيه رجاءً قويًا.
تاسوني أنجـــيــل بــاســيــلي