كلمة القس إسحق نجيب

 

   كاهن كنيسة مارجرجس – سبورتنج

من كتاب القمص بيشوي كامل حامل الصليب

 

بدأت علاقتنا بقداسة أبينا المحبوب القمص بيشوي كامل.

 

+ كانت والدتي مريضة وطريحة الفراش تعاني من تآكل في العظام والتهاب في المفاصل، فأدى ذلك إلى إحدى رجليها قصرت حوالي ۲ سم... فكانت تعرج إن استطاعت المشي.

 

+ طلبنا من أبونا بيشوي أن يأتي لزيارتها، فجاء هو وتاسوني أنجيل معه وصلى لوالدتي وقال: "هاتقومي وتشيلي السرير" مشيرًا بذلك إلى المفلوج منذ ۳۸ عامًا. فرد والدي "بس تقوم". فأجاب أبونا بيشوي: "لا... هاتقوم وتشيل السرير"، وفعلاً مشيت والدتي واستعادت صحتها وقامت بكافة الأعمال المنزلية التي كانت لا تقوى عليها.

 

+ أبونا بيشوي هو من دعاني لأخذ بركة خدمة الشموسية في كنيسة مارجرجس بسبورتنج.

 

+ أتذكر أول مرة صليت فيها سهرة كيهك ورأيته وهو يسبح مع الشمامسة وكأن السماء مفتوحة أمامه... وهو واقف يقول المدايح أمام المنجلية وهو يطفر فرحًا.

 

+ أما ليالي الأعياد فقد علمنا إنها ليست ذكرى بل حقيقة نحياها إلى الآن، لذا كانت فرحة الخلاص تملأ كيانه وتفيض علينا.

 

+ وفي أسبوع الآلام كان دائم التأمل في لحن "بيك إثرونوس"... "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور"، ويقول كيف أن هذا اللحن يرفعنا لنسبح مع الشاروبيم والسيرافيم أمام العرش الإلهي... وهكذا كان يدعونا للتأمل في معاني الألحان القبطية لندخل إلى أعماقها.

 

+ أبونا بيشوي كان يقرأ الإنجيل بشغف، يتفاعل معه ويعيش به، ويعطينا في عظاته خبرة حية... ففي أيام مرضه قمنا - مجموعة شباب - بزيارته فوجدناه جالسًا يقرأ الإنجيل على الرغم من آلامه المبرحة في الرقبة... فقرأ لنا وانصرفنا منتفعين.

 

والآن وقد مضى أكثر من ۲۰عامًا على نياحة أبونا بيشوي، ولكننا نشعر بوجوده معنا وببركته في وسط شعبه. وما من إنسان دخل مزار أبونا بيشوي إلا وشعر بأبوته.