كلمة القس إبرآم فانوس
كاهن كنيسة مارجرجس بسبورتنج
من كتاب القمص بيشوي كامل حامل الصليب
إن طاقات الحب التي كان يعمل بها أبونا الحبيب القمص بيشوي كامل في حياته على الأرض- في حل مشاكل أولاده- مازالت هي هي، بل وزادت أكثر فأكثر بعد انتقاله إلى السماء. وأنا شخصيًا قد تلامست معه في هذه النقطة بالذات، وقد حصلت مشاكل كبيرة في إحدى الخطوبات - وقرر الخطيب – والذي كان رجلاً عنيفًا جدًا - أن يفسخ هذه الخطبة- ورفض أن يكمل رغم كل محاولات الصلح بينهما - ومعروف حسب قانون الكنيسة - إن طلب أحد الأطراف فك الخطوبة عليه أن يترك كل حاجياته للطرف الآخر. مع طلب الخطيب فك هذه الخطوبة، رفض أن يترك شيئًا، وصمم أن يأخذ الشبكة وكل هداياه، وهدد ووعد العروسة وأسرتها لو رفضوا إرجاع تلك الأشياء.
فأحسست بصعوبة الموقف، مع تشدد والدا الخطيبة.
+ حددت ميعاد لكي آخذ الخطيب ونذهب إلى منزل العروسة لكي يسترد ماله، وفي الميعاد وقبل أن نذهب طلبت من الخطيب أن نمر على الكنيسة ودخلت بسرعة إلى مزار أبونا بيشوي، وهناك صرخت من قلبى إلى الله لكي يتدخل عاجلاً ويحل هذه المشكلة.
+ وقلت لأبونا بيشوي لن أذهب إلا لما أحس إنك جاي معايا دلوقت وتدخل البيت قبلنا وبصلاتك ربنا يهدي النفوس... وفعلاً ذهبنا بكل ثقة.. أبونا بيشوي كامل والخطيب وأنا - إلى منزل العروسة - وبعد أن جلسنا، وقبل أن أتكلم بأي كلمة، جاء الأب وتكلم وقال: حصل خير يا أبونا ومافيش أي مشكلة، قومي يا بنت (الخطيبة) هاتي كل حاجاته، وإحنا مش عايزين حاجة إلا المحبة والسلام، وربنا يرتب الصالح لأولاده.
وهنا أحسست برهبة شديدة وفرح كبير في آنٍ واحد.
+ كيف أن المشكلة اتحلت بسرعة مدهشة وبسهولة عجيبة... وبدون كلمة واحدة، وكيف أن ملامح الخطيب التي كانت منذ لحظات تكشف عن الغضب والثورة والاستعداد للمشاجرة، كيف أنها انقلبت تمامًا إلى هدوء وابتسامة وحب...
+ أتعرف ياعزيزي كيف جرى ذلك؟ إنها ببركة صلوات أبينا الحبيب بيشوي كامل.
حقًا إنه مازال يعمل بحب عجيب يخدم أولاده، ويشعر بآلامهم ويصلي لأجلهم.