رعاية فائقة
القدِّيس إكليمنضس السكندري
"تأديبًا أدَّبني الرب وإلى الموت لم يسلِّمني" (مز ١١٨: ١٨)
التأديب (أو التوبيخ) هو دليل على الرعاية المُحبَّة، وهو يقود إلى الفهم.
ويظهر المعلِّم هذا التوبيخ حين يقول في الكتاب: "كم مرَّة أردتُ أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت ٢٣: ٣٧). ويقول الكتاب أيضًا: "زنوا وراء الأصنام والحجر، وقرَّبوا محرقاتهم للبعل" إنه لدليل عظيم على حبِّه، فمع أنه يعرف خزي الذين رفضوه وجروا بعيدًا عنه، مع ذلك يحثَّهم على التوبة. ويقول بحزقيال: "أما أنت يا ابن آدم لا تخف أن تكلِّمهم فربَّما يسمعون" (راجع حز ٢: ٦). ويقول لموسى: "اذهب وقل لفرعون أن يُطلق شعبي. ولكن أنا اعلم أنه لن يطلقهم." إنه هنا يظهر كلا الأمرين: ألوهَّيته، التي تظهر من سابق علمه بالذي سوف يحدث. وحبُّه، بإتاحته الفرصة لهم ليختاروا التوبة لأنفسهم.
وباهتمامه بالشعب وبَّخهم في إشعياء قائلاً: "هذاالشعبأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأبعده عنِّي" (إش ٢٩: ١٣). ويقول أيضًا: "باطلاً يعبدوني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس". (مت ١٥: ٩). هنا رعايته المُحبَّة تظهر خطاياهم والخلاص جنبًا إلى جنب.
في تأديباتك لي لا تحرمني من لمسات حنانك!
في وسط تجاربي، أكتشف غنى رعايتك!
عصا تأديبك ممسوحة بمسحة حنوَّك،
وعجيب أنت في حزمك.
فإنك لن تكف عن أن تشكلِّني بكل وسيلة،
حتى أصير أيقونة لك!
من كتاب لقاء يومي مع إلهي
خلال خبرات آباء الكنيسة الأولى
لأبونا تادرس يعقوب