خبرة المسيحيِّين الشيوخ
القدَّيس غريغوريوس النيسي
لقد وضع الله المؤمنين الشيوخ كمنارات لنا ونحن الذين نعيش حولهم. فكثيرون منهم كانوا شبابًا في مقتبل العمر ولكنهم نموا وتقوُوا بتدريبهم المتواصل على ضبط النفس والتحكُّم فيها.
كان الحب الوحيد الذي تذوَّقوه هو حب الحكمة والمعرفة. وهذا ليس لأنهم يختلفون بفطرتهم عن أي واحدٍ منَّا. (لأن الجسد يشتهي ضد الروح) ولكنهم استمعوا لصوت ذاك الذي يقول: إن ضبط النفس هو شجرة حياة لمن يتمسَّكون بها.لقد أبحروا عبر عواصف الحياة المهلكة، وكأنهم على قارب، لكنهم رسوا بمراسيهم في حضن إرادة الله. وبعد مثل؟؟؟ هذه الرحلة السعيدة هم مغبوطون، لأنهم أراحوا أنفسهم في ذلك الهدوء الصافي المشمس. وهم الآن يبحرون بأمان راسين بمراسيهم بأملٍ جميلٍ بعيد عن زوبعة العواصف. ويشعُّون على الآخرين الذين يتبعونهم بروعة حياتهم كنار على علم. في الحقيقة لنا فيهم علامة للنجاة بأمانٍ عبر محيط التجارب.
فلماذا نسأل ذلك السؤال الفضولي: ألم يسقط هؤلاء الناس؟ ولماذا نيأس وكأن بلوغ ما حقَّقوه هو صعب المنال؟
انظر إلى ذاك الذي نجح، وبشجاعة اُعبر خلال رحلتك بثقة وكأنها محقَّقة. اَبحر بمساعدة الروح القدس مع المسيح القبطان. وجدِّف بروح عالية منشرحة.
هب لي أن اَقتدي بمن تمتَّعوا بالشركة معك!
أتقبَّل حب الحكمة الإلهيَّة طعامًا لنفسي.
أسلك بجدِّيَّة وإخلاص؟ فلا أخشى الزوابع.
أسلمك عجلة القيادة، فتطمئن نفسي.
أخضع لروحك القدُّوس، فيطير بي إلى الأحضان الإلهيَّة.
من كتاب لقاء يومي مع إلهي
خلال خبرات آباء الكنيسة الأولى
لأبونا تادرس يعقوب