التقليد الكنسي
القديس إيريناؤس
"ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغي ما بشرناكم فليكن أناثيما، كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضًا إن كان أحد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن أناثيما" (غلا 1: 9)
كما لاحظت قبلاً استلمت الكنيسة هذه الكرازة وهذا الإيمان، على الرغم من انتشارها في كل العالم، وكأنها تحتل منزلاً واحدًا وتحفظه بكل حرص. إنها أيضًا تؤمن بهذه النقاط (في العقيدة) تمامًا وكأن لها نفس واحدة وقلب واحد. وهي تعلنها وتعلِّم بها وتسلمها بتناغم كامل، وكأن لها فم واحد. فالبرغم من اختلاف لغات العالم، لكن مدلول التقليد واحد ومتماثل، لأن الكنائس التي نشأت في ألمانيا لا تؤمن أو تقوم بتسليم ما هو مختلف، وليس أيضًا التي في أسبانيا، ولا التي في فرنسا أو في الشرق أو في مصر، أو في ليبيا ولا المؤسسَّة في البلدان التي تتوسط العالم. وذلك يشبه الشمس التي خلقها الله لتكون واحدة وهي بعينها التي تنتشر في العالم كله، هكذا أيضًا الكرازة بالحق تشع في كل مكان وتنير لكل من يرغب في معرفة الحق.
لا يستطيع أحد من قادة الكنائس مهما كانت موهبته وبلاغته أن يعلم العقيدة بصورة مختلفة (لأن لا يفوق أحد المعلم).
وأيضًا على الجانب الآخر، من ينقصه قوة التعبير لن يخدش التقليد. لأن الإيمان هو واحد ومتماثل.
من يستطيع أن يتكلم بتفصيل تام لا يضيف إليه شيئًا، وأيضًا من يقصر في الكلام لا ينقصه شيء.
لأحفظ وديعة الإيمان الثمينة!
اَستلمها وأحيا بها، فأسلمها لمن بعدي!
وديعة التقليد هي الإيمان الحي العملي!
هي وديعة الحق غير المتغير،
وديعة الحب العملي الذي يربط البشرية معًا!
اعتز بها، فتحملني مع كل أحبائي إليك!
من كتاب لقاء يومي مع إلهي
خلال خبرات آباء الكنيسة الأولى
لأبونا تادرس يعقوب