خيرات العالم ليست مصدرًا للسلام!

القديس أفراهات

         

اهدأ يا من تفتخر بنفسك، لا تتبجح!

 

          فإن كانت ثروتك ترفع قلبك، فهي ليست بأكثر من ثروة حزقيا، الذي تمادى وتشامخ بها أمام البابليين، فحُملت كلها إلى بابل.

 

          إن كنت تفتخر بأبنائك، فسيُقادون من عندك إلى الوحش، كأبناء حزقيا الملك الذين اُقتيدوا بعيدًا، وصاروا خصيان في قصر ملك بابل (۲ مل ۲۰: ۱٨؛ إش ۳۹: ۷).

 

          وإن كنت تفتخر بحكمتك، فإنك في هذا لا تفوق رئيس صور، إذ قيل له: "ها أنت أحكم من دانيال، سر ما لا يخفي عليك" (خر ۲٨: ۳).

 

          وإن ارتفع عقلك مُتكلاً على عمرك أنك كثير السنوات، فعددها ليس بأكثر من سني رئيس صور الذي حكم المملكة خلال أيام ۲۲ ملكًا من بيت يهوذا، أي لمدة ٤٤۰ عامًا. وإذ كانت سنوات ملك صور كثيرة، لذلك قال في قلبه طوال هذا الوقت: "أنا إله، وفي كرسي الله أجلس في قلب البحار" (حز ۲٨: ۲). لكنت حزقيال قال له: "أنت إنسان لا إله" (حز ۲٨: ۲). فبينما كان رئيس صور " بين حجارة النار يتمشّى" (حز ۲٨: ۱٤) كانت الرحمة تحل عليه. ولكن عندما تشامخ قلبه صار "الكروب المظلل (وقد) حطّمه".

 

إلهي، أنت غناي وشبعي وسلامي!

 

أقتنيك، فتشبع نفسي بدسم حبَّك!

 

التصق بك، فأصير أهل بيت الله!

 

اتحد بك فأحيا إلى الأبد!

 

أتعرف عليك، فاقتني الحكمة السماوية!

 

من كتاب لقاء يومي مع إلهي خلال خبرات آباء الكنيسة الأولى

لأبونا تادرس يعقوب