أطفال يتحدون الموت

الأب لاكتانتيوس

 

"لأننا نحن الأحياء نُسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت". (۲ كو ٤: ۱۱)

 

          لا يستطيع الصبر وحده التعامل مع الآلام بدون معونة الله، فالسارقون والعتاة لا يستطيعون تحمل مثل هذه الأمور. فهم يصرخون ويولولون، لأن الألم يتغلَّب عليهم والصبر غير متأصَّل فيهم. ولكن في حالتنا نحن.. نرى الأولاد والنساء الضعيفات (لسنا نشير إلى الرجال) يتحمَّلون آلامهم في صمت، حتى النيران لا تجعلهم يفزعون. لاحظ أنه حتى الضعفاء والمسنين يتحملون الألم الجسدي، حتى الحرق. وهم لا يتحملونه لأنه يجب عليهم ذلك. إذ يمكنهم أن يهربوا إن أرادوا، ولكنهم يتحملون الألم والموت بإرادتهم الحرة لأنهم وضعوا ثقتهم وإيمانهم بالله.

 

مرحبًا بالألم مادام لأجلك!

 

أيَّة كرامة لي، أن أحمل معك صليبك؟

 

وأي أمان أعظم من طريق الجلجثة؟

 

بك أتحدَّى الآلام حتى الموت!

 

بك أنعم بروح الغلبة والنصرة!

 

بك لا أعرف روح الفشل والضعف!

 

أنت نصرتي وقوتي وتسبحتي!

 

من كتاب لقاء يومي مع إلهي خلال خبرات آباء الكنيسة الأولى

لأبونا تادرس يعقوب