يسوع !!! 

كيف نستطيع أن نرى يسوع؟

إن شروط رؤية رب المجد قد حددها هو بذاته لتلاميذه عند التجلي فإذا رجعنا بالحدث نجد ( مت ١٧:١( فنجد انه "أخذهم معه" وقادهم إلي "جبل عال" وكانوا "منفردين". إذا فلنذهب معه ونجعله يقودنا إلي جبل عالي، ونكون معه في خلوة معه جاعلين أنفسنا تحت قيادته. ومع أن الصعود مؤلم وشاق إلا أن هذه الشروط تظل ضرورية لكي نستطيع أن نرى يسوع المسيح .

إذن، فإن أساس الموضوع هو نقاوة القلب. والقلب النقي هو القلب الخالي من الشوائب (تماما كما نتكلم عن الذهب بعد تنقيته) ، قلب غير منقسم، بل هو قلب متجمع ومتكامل بكل أجزائه. وقديما قالت الحكمة "يأبني أعطني قلبك" (أم ٢٣:٢٦). القلب المعطى هو الذي يستطيع أن يرى يسوع ويدركه. يجب أن يعطى القلب كامل بلا عيب. إما يسوع وحده وإما لجئون "أسمي لجئون لأننا كثيرون" (مر ٥:٩) هكذا أجاب الرجل الذي به الروح النجس عندما سأله يسوع عن أسمه.

إن كلمات المخلص هي إعلانات عن نعمته، ويسوع فادينا يتكلم معنا يوميا...  فنجد أن نور الصليب  يستطع على كل شيء.

كيف نلمس يسوع؟ وهل لابد من أن نرى يسوع أولا؟

نعم ، بل وأكثر من هذا، لابد أن نلمسه أيضا.

"الذي رأيناه بعيوننا، الذي لمسته أيدينا من جهة كلمته الحياة" (١يو ١:١)، ولقد قالت نازفه الدم لو لمست هدب ثوب المسيح. ليته لا يمضي يوم دون أن أخذ فيه قوة من المخلص تكون ضمانا لخلاصي.

فيجب أن نلمس يسوع في المحادثة السرية معه في مخدع الصلاة في سر العشاء الرباني.

فهناك دائما لحظات مميزة تعبر على كل منا نشعر فيها بلمسات قويه من المسيح، نحس فيها برعدة لا يعبر عنها. "إني لا أستحق أن أرفع عيني إليك، فارحمني لأني خاطئ" ( لو١٨:٣).

الصليب يبدو محطما للأمل، ولكن القيامة تحطم اليأس. والأعمال الإلهية قد تفسد خططنا وتفكيرنا، ولكنها تأخذنا إلى لمسه إلهية لا نتوقعها، إن يسوع لا يتفق مع خططنا، لكن لمساته لنا تتخطى كل الحدود  والقيود.   

 - يا سيد لقد استمعت كثيرا إلي ندائك، ولسنين عديدة ولقد بدأت مرات وسقط ثم نهضت وسقط ثانية .

ولا استطيع أن ادعي أنى تبعتك ، فكثيرا ما فقدت رؤيتك أمامي ، ولكني كنت أشعر دوما أنك موجود.

- قم ثانية، وأبدأ من جديد.  - هل معني هذا أنك لم ترفضني يا سيدي رغم خيانتي المتكررة؟

- تعال ورائي ....... واتبعني.  - يا سيد ، ليتك ، ليتك تلمسني بنعمة دعوتك.

- نعم يا بني الصغير ، هل تريد حقا أن تأتي ؟ تعال ......

راهب من الكنيسة الشرقية