كيف نتحدث عن الله 

 كثيرا ما نرغب أن نتحدث عن الله مع أناسا أقل منا في القامة الروحية أو لا يعرفون الله ونود أن نزف لهم خبر البشارة المفرحة، ولكن يخوننا التعبير ونجد النتيجة عكس ما كنا نرجو، إذن فكيف لنا أن نتحدث عن الله؟ وكيف يصل الله إلي القلوب بواسطتنا؟

 "وكان يهود رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم، فلما صار هذا الصوت أجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته، فبهتوا الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض، أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين. فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها. " (أع ٢: ٥-٨) "نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله" (أع ٢ : ١١).

  ما أعظمه درس لنا، كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته على انفراد، إنه لي بكافي أن نوصف الله، ونحدث الناس عنه، ولكن يجب أن نتحدث عن الله بلغة الناس وبطريقتهم. فيجب علينا حينما نعمل في حقل المسيح أن نبحث في الأفكار والميول، ونقدم لهم الله ومحبته بالطريقة التي تناسب كل قلب. فهو أزلي وتستطيع جاذبيته اللانهائية جذب كل قلب، بالرغم من بعد رغباته وعادته.

 ولكن توجد لغة واحدة يفهمها الجميع، وهي لغة الأعمال، فإذا استطعنا أن نتحدث عن الله بأعمالنا نستطيع أن نجذب الكثيرين له. إن مواساة الحزانى والحنو علي المتكبرين والمتمردين يجعل من حياتنا أنجيل معاش، لا نحتاج بعده إلي التحدث بكلمات لا يفهمها القلب. يأتي الخطاة وغبار الحياة قد ملأ نفوسهم، فعلينا الإشفاق عليهم كي لا ينزلقوا مرة أخرى، بل يتسلقوا - ونحن معهم - طريق العرش السماوي مبتعدين عن وادي الدموع، وبذلك تتغير نظرتهم إلى الله الرحوم الذي أرسل لهم صديقا يقودهم في طريق الآلام.

 أنه لمن المستحب أن نتحدث عن الله، ولكن أعلى حديث هو معايشه طرق الله من خلال حياتنا حتى نتحدث عن عجائبه، فالنداء المرتفع الوحيد الذي يجذب كل نفس في الحياة العامة، هو هذا الصوت الفصيح الذي يشير إلي حياة الإنسان التي يقودها الله. عندئذ سيفهمنا الآخرين إذ أننا نتحدث لكل واحد منهم بلغته هو.

يا ربي يسوع الحبيب، إن أقرب شيء إلى قلبي هي تلك الرغبة القوية في إحضار النفوس إليك. وأحيانا أبغي التحدث بكل فصاحة عنك إما بالكتابة أو التحدث، حتى أجذب نفوسا أنت عطشان إليها، ولكن هذا ليس من المستطاع دائما. دعني أتعلم هذا الدرس الحيوي ألا وهو التحدث عنك بالطريقة التي أستطيعها دائما، والتي يستطيعون فهمها. دعني أنمو حتى أكون شريكا لك- وأقول هذا بكل خشوع– حتى يعرفونك برؤيتهم لي، وأكون رسالتك المقروءة من جميع الناس، نور وملح للعالم كله. هكذا سأتحدث إليهم بكل إقناع وبلغاتهم عن الأعمال المستقيمة وعن عظمة محبتك وأعمالك العجيبة.

الأب / فرنسيس ب.لابيف

الصديق الدائم