الموت والحياة بيد اللسان

 (أم١٨:٢١) 

* هل ممكن أن تحصى الكلمات التي ينطق بها لسانك في يوم واحد فقط ؟

هذا أمر صعب جدا ... لماذا؟ لأنه لا يوجد عدد للكلمات التي ننطقها فقد يتجاوز الملايين فهو شيء كثير جدا. 

* هل تعلم ما هي خطورة الكلام وخطورة اللسان؟

بالحقيقة لا يوجد إنسان يقدر هذا الأمر تقديرا كاملا. إذن اسمع قول سليمان الحكيم الذي قاله بالروح القدس "الموت والحياة في يد اللسان"   (أم ١٨:٢١)  

   نعم ... إن هذه الحقيقة غائبة عن كثيرين لأن كثيرا ما نتكلم لمجرد الكلام، وكثيرا ما يخرج من الفم كلام لا يليق، بل وكثيرا كلام كذب.

* فهل كل هذا محسوب على الإنسان؟

   في الحقيقة أن المسيح له المجد قال "إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين، لأن بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"   (مت ١٢: ٣٦– ٣٧)

إلي هذا الحد ... كل كلمة! نعم هذا هو قول يسوع وليس فيه مبالغه. اللسان هو الذي يخرج الأفكار التي في قلبي إلى الخارج، فلا أنطق بكلمه  واحدة إن لم تكن ساكنة في داخل قلبي . "من فضلة القلب يتكلم اللسان" (مت ١٢: ٣٤)

* ما هو الحل إذا؟

 طهر أولا داخل الكأس. طهر أولا ما داخل القلب حينئذ يتطهر الخارج منها، فإن امتلأ القلب بروح الله  وكلام الله فما عسى أن تكون الكلمات الخارجة  من هذا القلب؟ لذلك اللسان يكشف ما في داخل الإنسان.

* كيف إذن أراقب لساني أو أضبط لساني ؟ ليس في مقدور إنسان أن يضبط لسانه !

*  إذن من يستطيع يخلص؟

*  "غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله" (لو ١٨: ٤٧).

*  أطلب بصلاة وحرارة قائلا: ضع يا رب حافظا لفمي وبابا حصينا لشفتي.

*  أخزن داخل قلبك أمورا مقدسة  ونافعة ، وأفكار طاهرة صالحة، وعود قلبك علي تخزين سير الآباء القديسين وأقوالهم .

*  أملأ قلبك بالفرح والتسبيح والتراتيل الروحية، اشحن أفكارك بقراءات نافعة مقدسة.

*  قلبك هو كنزك... أملأه من روح الحق وكنز الخيرات. فعندما تفتح فمك تقول"فاض قلبي بكلام صالح (مز ٤٥: ١) الفيض يأتي بعد الملء... امتلاء أولا بالصلاة.

* "اللسان لا يستطيع أحد من الناس أن يذلله" (يع ٣ : ٨) الله يستطيع أن يجعله ينبوع حياه وسبب بركة وخلاص .

* تأمل كلمات قالتها أمنا العذراء القديسة مريم وهي حاملة الكلمة المتجسد، قالتها لأليصابات فامتلأت أليصابات من الروح القدس. بل حتى الجنين في بطنها امتلأ من الروح بسبب كلمات قليله خرجت من فم المملوءة نعمة.

* أجعل كلامك ممسوحا بروح الله، كلاما مملوء من النعمة. فكلمة بوداعه تطفئ الغضب، وكلمة مقدسة تقدس السمع. "كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذو حدين" ( عب ٤: ١٢). انطقها بفمك بعد أن تكون خبأتها في قلبك  "خبأت كلامك في قلبي"  (مز ١١٩: ١١)

 "الكلام الحسن شهد عسل ، حلو للنفس وشفاء للعظام"  ( أم ١٦: ٢٤)     الكلام الحسن شهد عسل ... قبل أن يذوقه السامع يذوقه المتكلم،

فعلا هو حلو للنفس يشفي أسقام ويداوي جروح.      أحرص على اقتنائه واطلب من المسيح  الذي هو "حلقة حلاوة وكله مشتهيات"  (نش ٥: ١٦)

أن يعطيك كلمة حلوة مشبعة ومريحة ومثمرة عند افتتاح الفم.