التعاون مع عدو الخير
"والتصق بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى. وكان الرب معه وحيثما كان يخرج كان ينجح وعصى على ملك أشور ولم يتعبد له" (٢مل ١٨:٦،٧)
الملك حزقيا كان من الملوك الصالحين الذين ملكوا على يهوذا. ويقول عنه الكتاب: "أنه عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبيه" جميل أن الإنسان في سيره في طريق الرب أن يجد أمامه مثلا واضحا يحتذي به. "إن لم تعرفي أيتها الجميلة في النساء فأخرجي على أثار الغنم". آثار الغنم هي آثار القديسين، وحياتهم وسيرتهم التي سبقونا بها وهي دليل جيد لطريقنا مع الله. حتى أن الكنيسة جعلت للشخص مرشد، قد يكون أب اعتراف، أو قد يكون إنسان ا صالحا مختبر الحياة مع الله، حتى الكتب قد تصير مرشدا. حزقيا الملك سار على آثار داود أبيه، فسار في طريق الرب بكل استقامة.
الالتصاق بالرب:
إذا صاحبت إنسان والتصقت به، تسير معه في كل مكان وفي كل وقت، لا تتركه، تصير له مثل الظل حيثما ذهب يذهب ورائه ظله. هذا هو معنى الالتصاق، وبالضرورة أثناء سيرك معه تأخذ منه الكثير و الكثير بل تقلده في أحيان كثيرة. من طول التصاقك به تتشبع بكل ما فيه، روحه، سلوكه، حياته ، صفاته، أعماله، ... تصير توأما له في كل شيء.
ما أسعدك إذا كان الذي التصقت به هو المسيح الرب. في التصاقك به تجد راحتك، وتجد سندك، تشبع منه، وتنهال من ينبوع حبه وفيض حنانه. حينما التصق حزقيا بالرب، كان الرب معه في كل مكان وفي كل لحظه فكانت النتيجة أنه أنجح طريقه... حيثما خرج وحيثما ذهب كان الرب ملاحقا له فجاءت النتيجة الطبيعية أنه نجح في كل شيء.
خير لك أن تلتصق بالرب ولا تلتصق بالشيطان:
"لا تسمعوا لحزقيا . لأنه هكذا يقول ملك أشور. أعقدوا معي صلحا وأخرجوا إلى وكلوا كل واحد من جفنتة وكل واحد من تينته واشربوا كل واحد ماء بئره. حتى آتي وأخذكم إلى أرض كأرضيكم أرض حنطة وخمر أرض خبز وكروم أرض زيتون وعسل، وأحيوا ولا تموتوا، ولا تسمعوا لحزقيا لأنه يغركم قائلا الرب ينقذنا" (٢مل ١٨: ٣١،٣٢).
التفاوض مع عدو الخير:
من الأمور الغير مستحبة وغير مفضلة أن تترك نفسك تتفاوض مع عدو الخير. وأسلوب التفاوض والإغراء من الأساليب المكشوفة والواضحة التي يستخدمها عدو الخير بكثرة. وهو كما قال عنه المسيح أنه كذاب، وأبو كل الكذاب. بدأ ملك أشور (عدو الخير) مع رجال حزقيا بأن دعاهم لعقد صلحا معه... وهذه أخطر نقطة في الموضوع. من الخطورة الشديدة أن تعقد صلحا مع الشيطان، فتصير في مصالحة مع عدو الخير... وبعد عقد الصلح الذي تبرمه مع عدو الخير ، يستأسرك إليه بموجب هذا الصلح... تقع أسيرا لكل أعماله وتحت إرادته وسيطرته.
في بادئ الأمر يدعوك للاستمرار في أعمالك الخيرة، تعطى صدقه وعمل رحمة لإنسان، إذن لتسلك فيه وتستمر بل أيضا أنا سأشترك معك في هذا العمل... وبعد ذلك تقع أسيرا للكبرياء ومحبة المديح. عدو الخير يستدرجك خطوة خطوه حتى تقع في دائرته ... كلوا وأشربوا من بئركم وبعد هذا أخذكم إلى أرضي. وأرضي كلها خيرات، أرض جيدة، أرض حنطة وخبز وكروم وزيتون وعسل... وفي داخل الأرض هناك المرارة والمعلقم.
الخطورة تكمن دائما في انجذاب رجلك إلى دائرة عدو الخير، وحينئذ بدون أن تشعر تفقد السيطرة على نفسك، فتدخل بكل كيانك إلى دائرته مسلوب الإرادة. وسلب الإرادة هو أول عمل يسعى إليه عدو الخير، يسلبك قوة إرادتك فتصبح ضعيفا منقاد مهزوم ومقهور من ضعفاتك.
أحيوا ولا تموتوا: من أين يأتي عدو الخير بالحياة؟
الله فقط هو مصدر الحياة. هو يحمل فقط في داخلة رائحة الموت... لا يستطيع أن يعطي الحياة بل في مقدوره فقط أن يثبت بالموت في داخل نفسي.
(لي الحياة هي المسيح) حياتي فقط تكون في المسيح ... أي حياة خارج المسيح تصبح في نطاق الموت.