تداريب روحية

 

*من التداريب الجميلة الروحية حينما يشعر المؤمن بالتراخي إنه يقول في نفسه لأجاهد اليوم وأستريح غدا، وإذ يقضي يومه يلتهب قلبه بالأكثر نحو الله.

فيعود يكرر نفس القول، وهكذا يسحب قلبه إلي الحياة السماوية العالية خلال جهاد بسيط في اللحظة الحاضرة، ولا يضع أمام نفسه  خططا لفترة طويلة، كما لا يؤجل للغد عمل الرب.

 

*علة السقوط في الحياة الروحية والعجز عن الجهاد هو الاستباحة والاستهتار. فيكون مصير الإنسان هو مصير عيسو الذي طلب أن يرث البركة بدموع  لكنه لم يجد للتوبة مكانا في قلبه الذي تدرب على الاستباحة، فقد تبلدت حواسه ولم يجد للندم موضعا فيه.

"لئلا يكون أحد زانيا أو مستبيحا كعيسو الذي لأجل أكلة واحده باع بكوريته. فإنكم تعلمون أنه أيضا بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رۥفض إذ لم يجد للتوبة مكانا مع أنه طلبها بدموع" (عب ١٢: ١٦، ١٧).

 

* كل استباحة تولد استباحة ، وكل تهاون يخلق تهاونا . . . حتى تفسد حياة المؤمن تماما وتغير أحاسيسه الداخلية ويشتهي الحياة المقدسة السابقة ولكن في تراخي بلا توبة صادقه.

 

* هذه الخبرة حدثنا عنها الإباء محذرونا من الثعالب الصغيرة و الخطايا التي تبدو تافهة، فإن عدو الخير لا يحارب الإنسان المؤمن بخطايا واضحة إلا بعد أن يتسلل إلي قلبه خلال التهاون في الصغائر، حتى متى أفسد القلب الداخلي يهاجمه بكل أنواع الخطايا، فيسقط فيما كان يظن أنه يستحيل ارتكابه.

 

من تفاسير : القمص تادرس يعقوب

رسالة العبرانيين