الذي يأتي من فوق  

           "الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع" (يو٣ : ٣١)  

هنا إعلان أعلنه يوحنا عن المسيح ... فهو يقدم المسيح للجموع آتيا من فوق. فلا ينبغي أن نفهم المسيح بادراك أرضي، أو نفكر في كلامه بطريقة جسدية، كلام المسيح هو روح وحياة، ووصياه فوق الجميع ... فوق العقل والإدراك البشري، وفوق الحكمة الإنسانية، وفوق الفلسفات، وفوق الكل .

والمسيح المبارك أتحد بنا في المعمودية لكي نصير مولودين من فوق ويكون لنا هدف وكنز في السماء وملكوت ليس من هذا العالم. الذي ينظر إلي الأرضيات يعثر في المسيح، والذي ينظر إلي فوق يدرك الذي من أجله أدركه المسيح.  "ليس بكيل يعطي الله الروح"

نزل الروح القدس علي يسوع مثل حمامة، ويوحنا كشف لنا أمورا عجيبة تختص بخلاصنا عندما رأى الروح نازلاً مستقراً عليه. فمن ناحية أكتشف محبة الآب للابن بسكب الروح القدس علي جسم البشرية في شخص الابن الوحيد. من ناحية أخرى نرى المسيح وهو يعطي الروح القدس للبشرية لا بكيل.

إن معرفتنا للمسيح ليس لها حدود أو قيود أو شروط ... هذه المعرفة هي عمل الروح القدس فينا، وأخذنا من المسيح ليس له حدود لأن الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويعطينا.

الروح القدس يطبع فينا شكل المسيح، ويجعل فينا رائحة المسيح، والمسيح سكب فينا حبة بالروح في المعمودية لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا.  

والروح القدس شبهة الرب يسوع بالريح الذي يهب حيث يشاء، وتسمع صوتها، ولكن لا نعلم من أين تأتي، ولا إلي أين تذهب.

فعمل الله في المولود من فوق عمل سري وروحي، لا يستطيع أحد أن يقيسه لأنة "من قاس روح الرب". عمل الروح لا يخضع لقياس الناس، ونمو الروح ليس بكيل إنسان. 

"الذي يؤمن بالابن له حياه أبدية"هنا ختام حديث يوحنا المعمدان عن المسيح

وهنا يعلن لنا عن نعمة البنوة والحياة الأبدية ... في المعمودية أتسعلان أبن الله. فينادي ألآب بصوت مسموع علي الإنسان (المسيح) نداء الأبوة: "هذا هو أبني الحبيب الذي يه سررت" فنحن داخلنا نعمة البنوة وسرور ألآب 

"وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع الذي أنت أرسلته"

المعمودية إذن هي دخولنا إلي الحياة الأبدية وقبولنا نعمه البنوة في المسيح، وأعظم أسرار الأردن وإعلانات الله هناك.

هنا أستعلن المسيح حمل الله وعريس الكنيسة الآتي من فوق وهناك سكب روحه بلا كيل، وأدخلنا إلي الحياة الأبدية.