التأديب 

(لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية. وقد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا أبني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخز إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله. إن كنتم تتحملون التأديب يعاملكم الله كالبنين. فأي أبن لا يؤدبه أبوة، ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون) (عب ١٢ :٤–٨)

قبول التأديب الإلهي:

مادمنا أولاد الله، فإن الله يسمح لنا بالتجارب و الضيقات أثناء جهادنا على الأرض، لا للانتقام ولا للدينونه. وإنما لمساندتنا.

فهو يعيننا لا بلطفه بنا فحسب خلال الترفق وإنما أيضا بتأديبنا لأجل نفعنا الروحي.

فالضيقة بالنسبة للمؤمن الحقيقى المجاهد قانونيا هي علامة حية لاهتمام الله به من أجل بنيانه. 

الأب لا يهذب أبنه لو لم يحبه، والمعلم لا يصلح من شأن تلميذة ما لم ير فيه علامات نوال الموعد. 

عندما يرفع الطبيب عنايته عن مريض ، يكون هذا علامة يأسه من شفائه. ( القديس جيروم )

لا نستطيع القول بأن إنسانا بار يعيش بلا ضيق، حتى وإن لم يظهر عليه الضيق ... إذ يلزم بالضرورة لكل بار أن يجتاز الضيق.

هذا هو إعلان السيد المسيح، أن الطريق الواسع العريض يؤدى إلى الهلاك، أما الضيق الكرب فيؤدى إلى الحياة. (مت ٧ : ١٣، ١٤).

هل لأنك تعانى من أتعاب كثيرة تظن أن الله يتركك؟ وأنه يبغضك؟ 

إن كنت لا تتألم يكون بحق قد تركك، لأنه إن كان الله يؤدب كل ابن يقبله، فمن لا يسقط تحت التأديب لا يكون أبنا.

ماذا نقول؟ ألا يسقط الأشرار تحت الضيق، حقا يسقطون ... هم ينالون عقاب شرهم ولا يؤدبون كأبناء (يوحنا ذهبي الفم)

التأديب علامة البنوة، فالأب يهتم ببنيان أبنه الشرعي ولا يبالى بالنغول.